الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي

طرق اكتساب وتنمية الذكاء الاجتماعي

يُعدّ الذكاء الاجتماعي مهارة أساسية للتعامل مع مختلف الأشخاص في المجتمع، وبناء علاقات إيجابية معهم. و تتطلب الحياة المهنية، خاصةً تلك التي تتطلب تواصلًا مباشرًا مع الجمهور، مستوى عالٍ من الذكاء الاجتماعي. ولذلك، فإنّ تنمية مهارات التواصل المختلفة، مثل الإقناع، تُعدّ ضرورية لتحقيق النجاح في العمل.

تنمية الذكاء الاجتماعي

في ضوء التعرّف على مفهوم الذكاء الاجتماعي، يجدر بنا ذكر بعض الأساليب والمهارات الخاصة التي تساهم في تعزيزه بين أفراد المجتمع. وتأتي أهمّ هذه المهارات والوسائل لتنمية الذكاء الاجتماعي على النحو التالي:

1. تنمية مهارات الاتصال:

  • تحسين ممارسة مهارات الاتصال المختلفة:
    • الاستماع الفعال: إظهار الاهتمام الحقيقي بما يقوله الآخرون من خلال لغة الجسد المناسبة، مثل التواصل البصري، وتجنب مقاطعة المتحدث.
    • التحدث بوضوح وبساطة: استخدام لغة مفهومة ومباشرة، وتجنب التعقيدات غير الضرورية.
    • التعبير عن النفس بفعالية: القدرة على إيصال الأفكار والمشاعر بشكل لائق وواضح.

2. تطوير الخبرة الاجتماعية:

  • دراسة الأعراف الاجتماعية: فهم القواعد والتقاليد السائدة في مختلف المواقف الاجتماعية.
  • فهم السلوكيات المناسبة: التكيف مع مختلف المواقف الاجتماعية وتحديد السلوكيات الملائمة لكلّ منها.

3. تعزيز مهارات فهم الآخرين:

  • الانتباه إلى تفاصيل التواصل: ملاحظة لغة الجسد، ونبرة الصوت، وتعبيرات الوجه لفهم مشاعر الآخرين بشكل أفضل.
  • التعاطف مع مشاعر الآخرين: القدرة على وضع نفسك مكان الآخرين ومشاركة مشاعرهم.

4. تحليل الانطباعات:

  • فهم استجابات الآخرين: توقع ردود أفعال الآخرين في مختلف المواقف.
  • دراسة دوافع السلوك: تحليل العوامل التي تدفع الآخرين إلى اتخاذ قرارات معينة.

علامات الذكاء الاجتماعي

الأفراد ذوو الذكاء الاجتماعي يتمتعون بالحكمة الاجتماعية وبصفات وخصائص ومميزات تُساعدهم على التواصل بفعالية مع الآخرين. ومن أهم هذه الصفات والخصائص ما يلي:

1. مهارات الاستماع:

  • الاستماع الفعال: لا يكتفي الشخص الذكي اجتماعيًا بسماع الآخرين للرد فقط، بل يُصغي إليهم أيضًا بانتباهٍ كامل، ممّا يُشعرهم بأنّه يفهمهم حقًا. وهذا يخلق رابطًا من الحب والاحترام.

2. مهارة الحوار:

  • جذب الانتباه: هل لاحظتَ شخصًا يُجذب انتباه الجميع في مكان ما؟ من المرجّح أن يتمتع هؤلاء الأشخاص بمهارات عالية في الذكاء الاجتماعي ومهارات الحوار الجيدة.
  • اختيار اللغة: يُجيدون اختيار لغتهم الخاصة، ويمتلكون حسّ النكتة والفكاهة.
  • الذاكرة: يتذكرون أصغر التفاصيل لمن حولهم، ممّا يجعل الحديث معهم ذا معنى وقيمة كبيرة.

3. إدارة السمعة:

  • الاهتمام بانطباعات الآخرين: ينظر الأشخاص الأذكياء اجتماعيًا إلى انطباعاتهم عن الآخرين من حولهم.
  • خلق انطباع عميق: يُعطي الفرد انطباعًا عميقًا للشخص الآخر الذي يقف أمامه.
  • التوازن بين الانطباع والواقع: مع التأكد من أنه يتوافق مع الواقع.

4. قلة الجدال:

  • تجنب مقاطعة الكلام: إذا وجدتَ شخصًا يُقاطع الكلام ويخالف باستمرار الآخرين، فقد يكون هذا دليلًا على افتقاره إلى الذكاء الاجتماعي.
  • الاستماع بعقل متفتح: يعرف الأشخاص الأذكياء اجتماعيًا أنه من الخطأ القول وإثبات الآراء بجعل الشخص الآخر يشعر بالسوء.
  • احترام آراء الآخرين: يسعون إلى استماع الآخرين بعقل متفتح حتى لو كانت آراؤهم غير متوافقة مع آراء الآخرين.

مهارات التأثير والذكاء الاجتماعي:

على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يتمتعون بذكاءٍ اجتماعيٍّ فطريٍّ دون الحاجة إلى بذل الكثير من الجهد، إلا أن البعض الآخر قد يحتاج إلى تدريبٍ وممارسةٍ لتنمية وتطوير هذه المهارة.

وإذا كنتَ من بين أولئك الذين لا يمتلكون ذكاءً اجتماعيًّا عالٍ، فسأقدم لكَ بعض الاستراتيجيات التي تُساعدك على بناء مهاراتك الاجتماعية وتطوير ذكائك الاجتماعي.

إنّ تطوير الذكاء الاجتماعي ليس بالأمر الصعب، فلو كان الأمر كذلك لما واجهنا أيّ إحراجٍ في المواقف الاجتماعية.

بل على العكس، تُساعدنا هذه المهارات على اكتساب الثقة بالنفس وبناء علاقاتٍ ناجحةٍ جديدة.

لذا، حاول أن تنتبه إلى الموقف الاجتماعي من حولك، ولاحظ ما يفعله الآخرون، وابحث عن الأخطاء التي تُريد تجنّبها.

ثم ابدأ بتطبيق ما تعلمته على الموقف التالي الذي ستُواجهه. وإذا فشلتَ، فلا تيأس، فالفشل هو أسرع طريقة للتعلم واكتساب الخبرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *