بحث عن نجيب محفوظ
بحث عن نجيب محفوظ

بحث عن نجيب محفوظ

على مر العصور، برز العديد من الأدباء والشعراء والكتاب والروائيين الذين نالوا شهرة واسعة على مستوى العالم. خلّد التاريخ أسماءهم، ولا تزال أعمالهم، سواء كانت كتبًا أو روايات أو دواوين شعرية، حاضرةً حتى يومنا هذا. وتقديرًا لأهميتها البالغة، تم الحفاظ على تلك الأعمال وشهرتها عبر الزمن، رغم تغير الأفكار وتقلبات العصور. فهي إبداعات خالدة لن تتكرر، ولا مثيل لها في تاريخ البشرية. ومن بين هؤلاء الأدباء العظام، يبرز اسم الأديب نجيب محفوظ، الذي ترك بصمة لا تمحى في عالم الأدب. اسمه الكامل هو نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا.

وُلد نجيب محفوظ في مدينة القاهرة، في حي مشهور يُعرف باسم “حي الجمالية”. كان هو أصغر أخوته، لكنّه كان يُعامل دائماً كما لو كان الابن الوحيد للعائلة. فقد كان مدللاً ومحبوباً من جميع أفرادها. كان الفارق بينه وبين أخواته عشرة سنوات. ولقد عشق نجيب محفوظ تراب وطنه مصر، لذلك لم تكن لديه أي رغبة في السفر خارج وطنه. والدليل على ذلك أنه عندما حصل على جائزة نوبل، أرسل ابنته لاستلام الجائزة بدلاً منه، ولم يسافر هو بنفسه. تحدثت جميع الروايات التي كتبها نجيب محفوظ عن الحارة المصرية في قلب وطنه بكل تفاصيلها ومكوناتها. وهذا دليل على حبه الشديد لوطنه. ومن أشهر أعماله الأدبية رواية “أولاد حارتنا”، ولكنّها ممنوعة من النشر. وفيما يلي، سنقدم لكم بحثاً عن نجيب محفوظ، نتحدث فيه عن هذا الشخص الذي أثر بنا كثيراً.

نجيب محفوظ:

ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في حي الجمالية التابع لمحافظة القاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية، في الحادي عشر من ديسمبر عام 1911 ميلادي. وتوفي عن عمر يناهز تسعة وتسعين عاماً في الثلاثين من أغسطس عام 2006. كرس الأديب نجيب محفوظ حياته للكتابة، فحصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988. خلّف نجيب محفوظ العديد من الأعمال الأدبية، من أشهرها رواية “أولاد حارتنا” التي أثارت جدلاً واسعاً حوله. ورغم ذلك، تم تحويل عدد كبير من أعمال نجيب محفوظ إلى مسلسلات وأفلام سينمائية. ومن أبرز رواياته: “الكرنك” و”أفراح القبة” و”ثرثرة فوق النيل” و”السمان والخريف” و”قصر الشوق” و”بين القصرين” و”خان الخليلي” و”مصر القديمة”.

نجيب محفوظ الكاتب:

نجيب محفوظ هو أحد الأدباء العباقرة المشهورين في العالم أجمع في مجال الرواية. اشتهر نجيب محفوظ بأسلوبه الذي يتميز بالبساطة وقربه من الناس وواقعهم. فقد كان يكتب عن الحارة بكافة مكوناتها وسماتها الحقيقية، مما جعل أدبه يُصنف كأدب واقعي حقيقي. تميز نجيب محفوظ بقدرته على وصف الواقع بموضوعية شديدة وتقنية عالية، مما جعله من أشهر الأدباء العرب في وقت قصير. ولذلك، فهو أول روائي عربي حصل على جائزة نوبل في الأدب. وإلى جانب ذلك، حصل نجيب محفوظ على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وكذلك قلادة النيل العظمى والكثير من الجوائز والأوسمة التي لا تُعد ولا تُحصى.

تم إطلاق العديد من الألقاب على نجيب محفوظ، وأهمها لقب “السيّبلجي” الذي أطلقه عليه الكاتب أدهم رجب. وقد جاء هذا الاسم كنوع من الدعابة. أما جدّ نجيب محفوظ، فقد أطلق عليه اسم “نجيب باشا محفوظ” ذلك لأنه كان يتمنى أن يصبح نجيب طبيباً في النسائية والتوليد. فقد كان جدّه طبيباً وأشرف على ولادة نجيب محفوظ الصعبة.

تزوج نجيب محفوظ من عطية الله إبراهيم في عام 1952، خلال الفترة التي توقف فيها عن الكتابة. وقد أبقى زواجه سراً لمدة عشر سنوات، مُبرّراً ذلك بانشغاله بأمه وأخته الأرملة وأطفالها.

أهم أعمال نجيب محفوظ الأدبية:

نجيب محفوظ صاحب الكثير من الأعمال الأدبية التي تركت أثرًا كبيراً على مر التاريخ، وخلّدت اسمه في سجلات الأدب العربي والعالمي، لما تميزت به من قيمة أدبية عالية ومكانة مرموقة.

كان نجيب محفوظ مولعاً بأدباء النهضة العربية، خاصة طه حسين والعقاد، اللذان كانا لهما تأثير كبير في غرس حبّ الأدب والكتابة في نفسه. أثمر هذا الشغف عن إبداع أدبي غزير شمل مختلف أنواع الرواية والقصة القصيرة، فقد تنوعت مؤلفات نجيب محفوظ بين القصيرة والطويلة، وتميزت بأسلوبها الفريد الذي مزج بين الواقعية والرمزية.

ترجمت أعمال نجيب محفوظ إلى ثلاث وثلاثين لغة، ما يُعدّ شهادة على قيمتها العالمية وانتشارها الواسع.

فيما يلي بعض من أهم أعمال نجيب محفوظ الروائية:

  • خان الخليلي (1946)
  • زقاق المدق (1947)
  • قصر الشوق والسكرية (1956)
  • بين القصرين (1956)
  • عبث الأقدار (1961)
  • همس الجنون (1961)
  • الحرافيش (1965)
  • أولاد حارتنا (1967)
  • رحلة ابن فطومة (1983)

وإلى جانب رواياته، ترك نجيب محفوظ إرثاً غنيّاً من السيناريوهات السينمائية، من أشهرها:

  • بداية ونهاية (1960)
  • الثلاثية (1969-1970)
  • الطريق (1970)
  • ثرثرة فوق النيل (1971)

نبذة عن حياة نجيب محفوظ:

نجيب محفوظ اسمه مركب من اسم طبيب أشرف على ولادته، لأنّ ولادة الروائي العظيم نجيب محفوظ كانت عسيرة جداً. فقد أطلق والده اسم الطبيب على نجيب محفوظ تقديراً له.

كان اسم والد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا. وكان والده موظفاً عادياً محدود الثقافة. أما والدته فكانت فاطمة مصطفى، ابنة أحد علماء الأزهر. وكان نجيب محفوظ أصغر أخوته.

أتمّ نجيب محفوظ دراسته الابتدائية والثانوية، ثم التحق بجامعة القاهرة عام 1930 لدراسة الفلسفة. وعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف من عام 1938 إلى عام 1945. ثم شغل منصب مدير مؤسسة القرض الحسن في نفس الوزارة عام 1954. وشغل أيضاً منصبًا في مكتب وزير الإرشاد. وبعد ذلك انتقل إلى وزارة الثقافة في عام 1960، وعمل مديراً لمؤسسة دعم السينما. ثم أصبح مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. وفي عام 1971، أصبح رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما. وبعدها تقاعد وأصبح أحد كتاب جريدة الأهرام.

نشأت علاقة نجيب محفوظ بالأدب وحبه له من خلال قراءته لكتب عباس العقاد وطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم ومصطفى عبد الرازق. ولم يكتفِ نجيب محفوظ بالقراءة لكتاب العرب فقط، بل وسّع دائرة معرفته وثقافته لِتَشمل الكتّاب الأجانب أيضاً. فكان يقرأ للكاتب الإنجليزي هنري ريدر هاجارد والكاتب الفرنسي مارسيل بروست.

بدأ الروائي نجيب محفوظ في كتابة المقالات من سن مبكرة، وهو سن التاسعة عشرة. وكانت أولى قصصه قصة “ثمن الضعف” ونشرت في المجلة الجديدة الأسبوعية.

وفاة نجيب محفوظ:

توفي الأديب الكبير نجيب محفوظ يوم الأربعاء، الثلاثين من أغسطس عام 2006، في مستشفى الشرطة بحي العجوزة. وقد لقي حتفه أثراً لقرحة أصيب بها نتيجة انخفاض في ضغط الدم والفشل الكلوي.

كان نجيب محفوظ قد دخل المستشفى في عام 2005 إثر سقوطه في الشارع، ما أدى إلى إصابته بجرح كبير في الرأس استدعى إجراء عملية جراحية.

وفي آخر أيام حياته، حرص نجيب محفوظ على الالتقاء بأصدقائه في بعض الفنادق والمطاعم. وكانوا يقرءون له الأخبار ويضحكون ويتحدثون معه في أخبار الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *